Marchesi - Loading...

الجيلاتو

الجيلاتو: بسيط، ومنعش، ومصنوع بحرفية

كان الجيلاتو في العصور القديمة، يرمز للنجاح، إذ لم يكن يملكه سوى من كان قادراً على الحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة اللازمة لمثل هذا المنتج الذي يتّسم بالابتكار والتحديات. وفي أيامنا هذه، يُعدّ واحداً من أكثر الكماليات الإيطالية التي يسهل الحصول عليها. نتذوّق طعمه ونسرد تاريخه. إننا نتحدّث عن الجيلاتو المصنوع بحرفية.

تكثر الأساطير حول أصول الجيلاتو، فمنها ما هو مستبعد، ومنها ما هو مدعوم بوقائع. كان العرب، والمصريون، والرومان يستمتعون بتبريد المنتجات مثل عصير الفواكه.

ولقد شرح بليني الأكبر في إحدى قصائده، أساليب الرومان في مزج الثلج والعسل وعصير الفواكه. حتى العرب، بعد وصولهم إلى صقلّية، فُتنوا بالثلج الأبيض الذي كان يغطي بركان إتنا وجرّبوا مزجه مع عصير الفواكه.

تعود نشأة الجيلاتو الذي نعرفه ونحبّه اليوم إلى إيطاليا. حوالي العام 1565 في فلورنسا، في بلاط كاثرين دي ميديسيس، ابتكر برناردو بيونتالنتي، المعروف أكثر باسم ماسترو برناردو الجيراندولي، الجيلاتو بفضل ما كان يتحلّى به من ذكاء في مزج الثلج مع الملح، والسكّر، وزلال البيض، والليمون، والحليب.

لقي طعمه اللذيذ نجاحاً سريعاً. وفيما بعد، حطّ الجيلاتو رحاله في أميركا وإنجلترا بفضل المهاجرين الإيطاليين المحليين في القرن التاسع عشر، فاجتاح قلوب الأنجلوسكسونيين الذين ابتاعوه من الباعة في الشوارع، الذين يُعرفون "بالهوكي بوكي".

يكمن سرّ الجيلاتو في دِقّة توازن مكوّناته إذ يتمّ إنتاجه من مواد أولية عالية التوازن ومنتقاة بعناية، تُضفي عليه طعماً لذيذاً ومنعشاً. فقلّة السكّر تُفقده طعمه الشهي، فيما كثرة السكّر فيه تحول دون تجمّده. أمّا نسبة الفواكه أو الكاكاو فتؤثّر على لونه، وتحدّد حجمَه كميةُ الهواء في داخله.

يبرز جيلاتو مارشيسي 1824 من خلال مذاقه الغنيّ والفريد والرائع؛ يُعيد ذكريات عزيزة، ويقدّم حلوى منعشة تنمّ عن التزام، وشغف، ودراسة متأنيّة لعمليات الإنتاج التي تجعله شديد التفرد والتميّز.

ندعوكم إلى اكتشاف كل ما يمكن أن تقدّمه النكهات المتعددة، ابتداءً من قوام الكريمة المخملي وصولاً إلى النكهات المصنوعة من الفواكه التي تُزرع في إيطاليا.

للاحتفاء بهذه اللحظة، يمكنكم الاستمتاع بتذوّق الجيلاتو من كوب أو بسكويت مخروطي، في مكانٍ رائع لا يُنسى. ستظّل عربة الجيلاتو متربّعة دائماً في متاجرنا في غاليريا وفي سانتا ماريا ألا بورتا، إذ تُضفي سعادةً ورغبة في حلول الصيف الذي لا يُطفئ لهيبه سوى جيلاتو لذيذ.